الكائنات الدقيقة الأليفة

يُعتبر اكتشاف الكائنات الحية الدقيقة نقطة تحول وعلامة فارقة في التاريخ الطبي، حيث إن كثيراً من الأمراض التي تسببها هذه الكائنات كانت قديماً تُنسب إلى الأرواح الشريرة. وفي وقتنا الحاضر، تنصب معظم الأبحاث الطبية وغير الطبية على هذه الكائنات غير المرئية للاستفادة منها في مجالاتٍ عدة، لاسيما في الصناعات الغذائية والدوائية. وبالرغم من الخسائر التي تسببه هذه الكائنات في الأرواح البشرية أو الحيوانية وتلفيات للمحاصيل الزراعية، إلا أن معظمها ذو فائدة كبيرة، وبدون هذه الكائنات الدقيقة فقد يتعذر سير الحياة بمنوالها الطبيعي.

وبعيداً عن مجال الانتفاع من هذه الكائنات في الصناعات الغذائية والدوائية، فإن لها دوراً مهماً كذلك في الحفاظ على حياة الإنسان، فهناك ما يُعرف "بالكائنات الحية الدقيقة الأليفة" “Normal Flora”، والتي تساعد في إتمام العديد من العمليات الحيوية داخل جسم الإنسان، إذ يتواجد بعضاً من أنواع البكتيريا “Bacteria” في أمعاء الإنسان وتُنتج فيتامينات “Vitamins” ليس للإنسان غنىً عنها. ولا يقتصر وجودها هذه الكائنات الأليفة داخل الجسم، بل توجد مجموعة أخرى منها على السطح الخارجي لجسم الإنسان "الجلد"، حيث تُعتبر خط الدفاع الأول عن الجراثيم المتواجدة في الهواء، إذ تعمل هذه الكائنات الأليفة على القضاء على كل ما يسقط منها على جلد الإنسان قبل أن ينفذ إلى جسمه.

أ. احمد النملة