25. محرم 1439

تطلق وزارة التعليم اليوم الأحد برنامجاً تدريبياً يعد الأول من نوعه، يستهدف تشكيل فريق وطني مركزي في مجال الأمن والسلامة المدرسية، يتولى تدريب وتأهيل أكثر من 1000 متدرب من منسوبي إدارات التعليم والمدارس التابعة لها؛ ليكونوا مؤهلين وممارسين للأمن والسلامة والإجراءات المتبعة ضد المخاطر التي يتعرض لها الطلاب والطالبات ومنسوبو ومنسوبات المدارس في مختلف المناطق والممتلكات التابعة للوزارة والمواقع التي تشرف عليها.

ويأتي هذا البرنامج التدريبي الذي تنفذه شركة تطوير للخدمات التعليمية من باب التطوير المهني لمسؤولي الأمن والسلامة في وزارة التعليم (الحكومي والأهلي)؛ بوصفه جزءاً من مبادرة "تحسين وسائل الأمن والسلامة في المباني المدرسية" التي هي إحدى أهم المبادرات التي تعمل عليها وزارة التعليم خلال الأعوام الخمسة المقبلة في إطار برنامج التحول الوطني 2020 المنبثق عن رؤية المملكة 2030.

وأوضح الدكتور ماجد بن عبيد الحربي المشرف العام على الإدارة العامة للأمن والسلامة المدرسية في وزارة التعليم؛ أن البرنامج التدريبي سيركز على مدى خمسة أيام على إكساب المستهدفين المعارف والمهارات والاتجاهات اللازمة لضمان تنفيذ إجراءات الأمن والسلامة على أسس علمية سليمة، تجمع بين الجانب العلمي والعملي من خلال الممارسات التطبيقية لمجالات الأمن والسلامة في البيئة المدرسية، بما يسهم في توفير بيئة آمنة تحول دون تعرض الطلبة لمصادر الخطر، وأسباب وقوع الإصابة أو الحوادث.

وأفاد الدكتور الحربي أنه تم بناء حقيبة تدريبية خاصة بهذا البرنامج تتألف من مراحل عدة تتناول الإطار النظري للأمن والسلامة، والوقاية والاستعداد، والاستجابة، ومرحلة التعافي والتعلم، تشكل فيما بينها المبادئ الأساسية والإجراءات المتعلقة بالأمن والسلامة المدرسية، اعتماداً على أحدث ما توصل إليه العلم، وقصص النجاح العالمية في هذا المجال بما يتناسب مع واقع النظام التربوي في المملكة.

وبين الدكتور الحربي أنه في مرحلة لاحقة سيتم تنفيذ نحو 40 دورة تدريبية في الميدان بإشراف هذا الفريق الوطني؛ لتزويد المشاركين بمهارات عدة من بينها: التعرف إلى مفهوم الأمن والسلامة المدرسية والمفاهيم ذات العلاقة، وكيفية احتواء الأزمة والاستعداد لمواجهتها من خلال وضع الخطط والسيناريوهات المناسبة، وتشكيل فريق إدارة الطوارئ، إضافة إلى كيفية الاستجابة لحالات الحرائق وحوادث الكهرباء والمواد الكيميائية والتعامل معها، وكذلك تطبيق المبادئ الأساسية للإسعافات الأولية للتعامل مع الحالات المختلفة.

وقال: "معلوم أن الأمن والسلامة هو أحد أهم متطلبات نجاح العمل الفردي والجماعي في المدرسة، سواء من ناحية الأفراد العاملين أو المشاركين أو الزائرين، وكذلك للمدرسة كمنشأة، بما تحويه من أصول ثابتة أو متحركة، وتشتمل أيضاً على طبيعة العلاقة بين الأفراد والمدرسة، وأدوات العمل أو الترفيه فيها". وتابع قائلاً: "إن من أبرز قواعد أمن وسلامة أي مدرسة، هو أن يتوافر فيها العنصر الواعي المزود بالعلم الكمي والكيفي، للتعامل مع شروط الأمن والسلامة، التي تفرضها طبيعة الأنشطة المدرسية".

وأشار المشرف العام على الإدارة العامة للأمن والسلامة المدرسية إلى أن مبادرة تحسين وسائل الأمن والسلامة في المباني المدرسية أوجدت رافداً مهماً لمعالجة الخلل والنقص الذي كان حاصلاً فيما يتعلق بالأمن والسلامة في المدارس وبنودها المالية. وقال: "لا يخفى عن الكثيرين خطورة المشاكل التي وقعت خلال الأعوام السابقة سواء إصابات أو حوادث كانت نتيجة إهمال، أو سوء إدارة، أو عدم اهتمام، أو عدم المعرفة بكيفية الوقاية، أو معالجتها وإيجاد حلول لها".