إن تطوير السلوك الإيجابي لأولياء الأمور يساعد المدرسة على استكمال مهامها التربوية والتعليمية، فمشاركة الوالدين في تهيئة وتحضير أطفالهم لاستقبال مهارات التعلم الأساسية، ومهارات العصر المتجددة ممارسة حميدة يحسن تطبيقها في كل حين ولاسيما خلال الإجازة الصيفية، ولا شك أن هذه الممارسات تؤتي ثمارها كلما اتَّكأ الوالدان على التخطيط الغني بالأساليب والاستراتيجيات المنتقاة لصالح مستقبل أطفالهم، واتخذا هذه الأساليب وسيطًا مفعمًا بمثيرات الوعي المرغوب إكسابه لأطفالهما، وهو وعي متنوع ومتكامل يقوم على القيم والمعارف والمهارات.
ولتقريب الصورة الإيجابية لمشاركة الوالدين الفاعلة، وتذوق ثمارها المباركة، نضرب هذا المثال الواقعي للمحة من مشهد أسري حنون تُبْنى في محيطه قاعدة التهيئة والتحضير لأطفالهم بتعليمهم مهارات ما قبل القراءة والكتابة – هكذا يسميها العلم – ولكن تسميتها في عالم الأسرة البهيج أنشطة ترفيهية، متدرجة من حيث السهولة، ومعتمدة على التحفيز والتعزيز والتحدي في تخمين الطفل للأصوات التي يسمعها وهو مغمض العينين (أي صوت في متناول الأسرة: صوت نافذة تُفتح – صوت صرير القلم – صوت الجرس- وهكذا)، حتى يصل الطفل إلى مستوى يستحضر فيه الأصوات التي سمعها على التوالي أو فقدها على التوالي.
وتتطور الأنشطة الترفيهية بما تحمله من قيم ومهارات اتصال في محيط الأسرة الإيجابية فتتعمق المعرفة حتى يصل الطفل إلى تمييز أصوات ورموز عدد من الحروف.
ولك أن تتخيل أثر هذه الخبرات التي تكونت في دعم ثقة الطفل بشخصيته، وبوعيه الصوتي وقدرته على تمييز أصوات الحروف والمقاطع، وما وصل إليه من ثراء لغوي مكتسب من هذه البيئة الأسرية الغنية بالسلوك الإيجابي.
إن إدراك الوالدين لأهمية الوعي الصوتي وتدريب أطفالهم عليه من خلال أنشطة الوعي الصوتي التي تتخلل الألعاب الترفيهية المنزلية، يبني أساساً قوياً لانطلاق مهارات القراءة الأساسية لدى الأطفال في المرحلة الأولى من التعليم الأساسي.