تطوير الذات يزيد الإنتاجية

لا شك أن إدارة الفرد لذاته إدارة تساهم في تطوير ذاته وتنمية مهاراته، وتساعده على الاستفادة من تجاربه ومحاولاته المتعثرة، وتبني خبرته وترتقي به؛ للوصول لأهدافه منجزاته.

والمتأمل يلاحظ أن عملية التطوير تلازم الإنسان منذ نشأته، حيث تقوم الأسرة والمدرسة والمجتمع بزيادة المعارف وصقل المهارات، مما يحسن الأداء ويصقل المهارات.

ولا شك أن الله سبحانه وتعالى أودع في كل إنسان مهارات وقدرات يتفرد بها عن غيره؛ ليستعملها في عمارة الأرض وليكون مكملاً لغيره في أداء الأعمال، قال تعالى:(أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَٰتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)   (32) (الزخرف)

ويعد عملك على تطوير ذاتك من أهم الأعمال التي تكسبك سلوكيات إيجابية تعينك على تأدية مهامك بشكل متقن ومحقق للأهداف المرجوة منك والمتكاملة مع أعمال الأخرين، وبالتالي المساهمة في زيادة الإنتاجية وتحقيق الكفاء والفاعلية، المنظمات ترغب فيمن يملك المهارات وتقدمها على الشهادات، فمن يملك المهارات قادر على السير نحو الإنجازات بثقة وعمل متقن، كما أن الكثير من هذه المنظمات تعمل على خطط واضحة واستراتيجية تغذي العاملين بالمهارات اللازمة والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمهامهم والمشاريع التي ينجزونها، فضلاً عن المهارات التي تفيدهم في حياتهم وتنمي انتمائهم لأسرهم ومحيطهم وللمجتمع عامة وتزيد تفاعلهم معه.

وهناك قواعد هامة يمكن لمن أراد تطوير ذاته مهنياً اتباعها، وتأتي في مقدمتها تحديد الأهداف، وهذه الأهداف تحدد على المدى القصير والمتوسط وكذلك البعيد، مع تحديد فترة زمنية لكل هدف، وتحتاج أيضاً لتطوير تميز الأولويات، مع المرونة في إدارة كما تساهم القراءة في تطوير الذات فعلى المرء مواكبة كل جديد بالقراءة والمتابعة والاطلاع والتجريب. ولا شك أن الانخراط في مجموعات وفرق العمل تزيد في تبادل الخبرات واكتساب مفاهيم إيجابية جديدة، وقد تكون فرق العمل إلكترونية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي الفرق من دول وثقافات متعددة وهذا مهارات جديدة ويحافظ ويعزز الحالية ويطورها. ولا يمكن إغفال دور التدريب فالدورات التدريبية المتعاقبة ، مع الحرص على أن تنعكس هذه الدورات والتحصيل العلمي علىبتطبيق ما تم تحصيله والتدرب عليه، ويتبقى لنا في هذه القواعد التي تعين على تطوير مهنياً مجالسة الخبراء للاستفادة منهم والنهل من معينهم، مع قراءة سيرهم وسير المبدعين منهم، ومحاكاتهم وجعلهم قدوة في البحث عن الحلول الإبداعية التي توفر الجهدة والوقت.

 

دمتم مطورين لأنفسكم ومحققين لأهدافكم

أ. أمل بن ريس