مما لاشك فيه اننا نعيش اليوم متغيرات عده على جميع الأصعدة خاصة في المجال التعليمي، ومنها تعليم مرحلة الطفولة المبكرة حيث نرى الاهتمام المتزايد حول أهمية هذه المرحلة التي اثبتت جميع الدراسات أنها اللبنة الاولى لنهوض التعليم وتطور المجتمعات الأمر الذي يتطلب فهمًا حقيقيًا للأدوار الحديثة التي يقوم بها جميع القياديين في هذه المرحلة، ولا أخُص بحديثي القائد المدير أو المسؤول بل أرى أن كل من له دور في تعليم الاطفال هو قائد، فالمعلمة قائدة والمشرفة قائدة والإدارية قائدة وولي الأمر قائد مع اختلاف المهام بينهم، والسبب أن الممارسات الحديثة في مجال الطفولة المبكرة تحولت من الأسلوب التوجيهي المخطط إلى نمط تشاركي تفاعلي قادر على مواءمة الموارد المتاحة والأحداث والأفراد لتحقيق الأهداف بدءًا من عمليات التدريس حتى العمليات التي يقوم بها أعلى مستوى في الهرم الإداري للمنظمة، جميعها ينصب على نمو وتعلم الطفل، وتَحمل أدوارًا مشتركة مثل ترسيخ القيم واتخاذ القرار والتركيز على الفاعلية والكفاءة والتخطيط طويل وقصير المدى. هذه القيادة التربوية أو كما تسمى القيادة البيداغوجية هي الوحيدة القادرة على مواجهة التحول والتغير المستمر مع متطلبات العصر الحديث ومواجهة الأزمات والتحديات التي تهدد القطاع التعليمي بشكل عام ومؤسسات الطفولة المبكرة بشكل خاص لارتباطها الأقوى بالأسرة والمجتمع واقتصاديات الدول وغيرها.
ختامًا، لنتذكر دوماً أن أطفال الالفية بحاجة إلى مهارات مستقبلية قد لا نعرفها بعد، ودورنا الحقيقي هو خلق بيئة تعليمية مُمكنة لأقصى درجة تضمن نجاح الأطفال وازدهارهم ليكونوا قادة المستقبل.